الجمعة، 13 فبراير 2015

تجديد الذكرى مع أمي 




عـيـشـة يـعـقـوب أو أيـوب


قد رميتني رمية ما رأيت في حياتي مثيل لها من الأذى, ونكبة قصمت ظهري قصماً .
أصابتني على حين غرة , من حيث لا احتسب , فيا لها من طارقة قد ساقتني في هذا الزمن , من يصاب بها يعجز عن الصَّبر لها, واحتمال ألمها وقسوتها, كأنني أعيش عيشة يعقوب في  الحزن, أو أيوب في البؤس والضَّرر.
أصبحت أسير في همَّ, وأخفي دمع, كسير الفؤاد, محطم القلب , فظلت مسلماً نفسي إلى الأحزان.
الثلاثاء 11/1/1436هـ
4/11/2014م




إلى دفتري
ما لي وللدنيا , ومالي وللناس , وما لي وللحياة بأسرها , لطالما إنني أعيش معك , ولطالما إنني أظل أصاحبك , فإنك لأعز من كل عزيز, وأنت الونيس والرفيق, ولطيف المعشر , يا زينة حياتي وربيع عمري , ما كنت لأمضي ساعة من حياتي إلا وأرمقك , فيطمئن بذلك قلبي ويرتاح بالي , فإنك يا دفتري تحتمل مني كل ما انقله لك , تحتمل مني ما أحدَّث به في النهار إذا أسفر , وفي الليل إذا هبط , وأي أحد يحتمل هذا غيرك , فإني يا دفتري كثير الشكوى إليك, وأحدثك بما  لم أحدَّث به أحد من الناس , فأنت تستمع إليَّ في كل حين , وغيرك يصم أذنيه للأ يسمع.
وقل إن شئت لا يرغب بالاستماع .
مضيت معك سنوات طوال منذ كان عمري الرابعة عشرة من عمري , فأخرجت منك علوماً كثيرة ,كنت لي رفيق درب , لم ألق له مثيلاً, حافظاً للسَّر, ألقي إليك من أحاديث النهار والليل , ما كنت يا دفتري أملَّ من التحدث إليك عبر قلمي , بل وكنت أختار أجود الأقلام وأجملها, وأختار ألوان منها شتى ,  لأزينك ولأجعلك جميلاً بما يليق بك , ولـمَ لا يا دفتري , وأنت أجمل شيء أتخذه نديماً في حياتي .
وإن نأيت عنك ساعة أو ساعتين , يصيبني القلق والهم , وإن عدت إليك واستقبلتني بحفاوة المشتاق عاد الهدوء إلى نفسي واطمئن قلبي , لقد قصصت عليك كثير من القصص , وأمليت فيك كثير مما يختلج في صدري , ولا يهدأ لي بال إلا وأسرَّ إليك بعض الأسرار , فكنت يا دفتري حافظاً لتلك الإسرار , خافياً ما ألقيه عليك عن الأنام .
فما كنت لتفشي عني سراً , فكم أبحت إليك بأحزاني وما ألاقي في حياتي من خطوب هذه الحياة , وما كنت في يوم من الأيام أفشي لأحد من الناس هذه الأحاديث التي ألقيها عليك , فليس في الناس من يحتمل كتم الأسرار سواك .
وبعد : اعلم يا دفتري إننا نكون معاً في هذه الحياة , وهي ليست بباقية لنا , إنما صحبتي معك إلا ما قدره الله لي أن أعيشه, ولست أدري متى يكون الأجل , فمتى , قل علم ذلك عند الله .
وإن غيبني القدر عنك , فإن لي معك صحبة لن تنسى إن شاء الله , فإني لا اعلم متى يكون هذا الفراق , وإنما هذه الحياة سنين قد قدَّر لنا فيها أن نعيشه , فلنمضي يا دفتري على الودِ ,  فلعل الله يكتب علينا فيما نحب , لا فيما نكره , والسلام .
22/11/1435هـ
17/9/2014م