آمال خادعات
قد مضى من عمره سنين
طوال , ينتظر بزوغ الفجر الجديد والذي من ضوءه الباهر الجميل, يخرج من ظلمة البؤس
الطويل, والشقاء الذي سطر حياته أوجاعاً , أخذ ينتظر وينتظر, وكان كل ما حلَّ
الليل, وعليه هبط, يقول في ذات نفسه: ستشرق شمس الصباح , و ينساب بذلك الأوجاع .
كان كثير الأمل والتفاؤل
, لم يكن يائساً بالرغم من أنه ظل عبر هذه السنوات بائساً محزوناً .
ما أصعب العيش أن تموت
في داخلنا الآمال العراض , فأضحت كلها أوهام وسراب , فتسوقنا إلى الإحزان , وتدمع
العيون, وتدمي القلوب , و لا راحة تستديم
, ولا خُلة تسُر , فلا تأمل لشيءٍ قد لا يكون فتصاب بصدمة , فلا تفيق منها إلا وأنت دامع
العين , فلا من يفك أسرك من سجن الكروب , والنفوس حين تراك في تقلبك مهموم مكسور ,
وأنت محروم , تلوم, وربما يضحكون, ويقولون: هذا ما جناه عليك الأمل الكذوب , ويحك
ماذا فعل بك , وما جنايتك, أتطلب أمراً عاندك فيه القدر , وأسلمك للقهر , وسواك
أضحوكة للبشر, وإن طلبت سلامةً فخذ بالسبب , وعجل في الطلب , قبل الفوت والندم .
الناس
لا يحققون فيما عليه هذا الفتى , فالكل يقول ولا يفعل , وكثير منهم يواسون وقلوبهم
في سعدٍ , يا لها من نفوس كاذبة خادعة , تشبه الأحلام التي تظهر في المنام , تصور
لك الجمال, فسرعان ما تكون كأضغاث أحلام .
الاثنين 27/11/1435هـ
22/9/2014م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق