أدب عربي, تاريخ , علوم القرآن , بلاغة , لغة عربية, تراجم العلماء, شعر عربي, السيرة النبوية, أخبار الصحابة , أخبار التابعين , فكر إسلامي.
الجمعة، 3 أبريل 2015
اليأس المقيت !!
التسميات:
أخبار التابعين,
أخبار الصحابة,
أدب عربي,
تاريخ إسلامي,
تراجم إسلامية,
تركي بن الحسن الدهماني,
شعر عربي.,
قرآن كريم
دع القلق !!!
كل
إنسان في هذه الحياة تنتابه شيء من القلق
, وهذا أمر طبيعي أن يقلق الإنسان من أمر قد أشغله , فزاد تفكيره وكاد يعصف
به نتيجة إطالة التفكير , فإذا ما طال هذا التفكير وأشغله يزداد حدة قلقه , كخوفه
على مستقبله , أو كخوفه من أمر من أمور الدنيا , ولكن هذا القلق لا يدم طويلاً إذا
ما لازمنا هذا الخوف , فالقلق إذا ما أستفحل زاد توتره , فإنه ولا ريب صبح مرضاً
قد لا يستطع المرء الفكاك منه إلا بصعوبة
أو بأخذ دواء يزيل من نفسه هذا القلق .
والمهم
من ذلك كله كيف ينعم الإنسان من هذا القلق , الذي ستصبح داء يصيب الإنسان وهو لا
يعلم بذلك , وأعراضه كالصداع , والأرق , وضربات القلب , وكذلك الرجفة , وآلام
الصدر , فإذن هذه من أعراضه وهي معكرة
لحياته إذا ما أستمر على قلقه وخوفه , فليس طيباً أن نشغل أنفسنا في شيء من الأمور
هي في حقيقتها تجلب المرض , وتسوقنا نحو الهاوية , وهنا يأتي أمر التوكل على الله
, عليك أن تدرك ملياً أنه ليس القلق والتفكير في أمر الدنيا وما يجلب لك الهم
والتفكير المتصل ما يدعوك في آخر الأمر أن تقلق , فأعمل ما وسعك العمل , وأن أخفقت
فإنك هذا الإخفاق سيجلب لك النجح , ولعلك تفشل في شيء وتنجح في شيء , إذن أنظر لحياتك
من زوايا متعددة لا من زاوية واحدة , وهنا يأتي الهدوء إلى نفسك , عش في استرخاء
دائم , عش بلا تفكير متصل , عالج الأمور في هدوء دون قلق ,
فعلاج مشاكلنا سهلة إذا ما سهلت وتكون عسيرة إذا ما عسرت , فالهدوء
والاسترخاء هما عنصران مهمان بل قل إن شئت أساسيان لراحتنا , فلا نقتل أنفسنا لأجل
أشياء ربما هي بحاجة للصبر والتوكل على الله تعالى , فالقلق ما هو إلا قاتل ,
كالسم الزعاف , فكن هادئ النفس , وأضحك للدنيا لتضحك لك , ودع كل ما يقلقك ويعكر
عليك صفوك .
والقرآن
الكريم هو شفاء لما في الصدور , شفاء من كل هم وغم , فإنه ولا ريب يقضي على كل
القلق والتوتر , والله تعالى يقول : ﴿الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ﴾ [ الرعد : 28] . قال
العلامة السعدي رحمه الله تعالى :أي يزول قلقها واضطرابها , وتحضرها أفراحها
ولذاتها.
وذكر البخاري ومسلم في تصحيحيهما : عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه
, قال : دخل رسول الله ﷺ ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة , فقال ﷺ :(( يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في غير
وقت الصلاة ؟ )) , قال : يا رسول الله
هموم ركبتني وديون لزمتني , قال ﷺ : (( أفلا
أعلمك كلاماً إذا قلتهُ أذهب الله همك , وقضى دينك ؟)) , قال : بلى يا رسول الله , قال ﷺ : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت :
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل , وأعوذ بك من الجبن
والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) , ففعل ذلك فأذهب الله عنه همه وقضى دينه .
*يقول
الدكتور بيتر كلار [ أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا بأمريكا] : إن القلق يفقد
الإنسان بهجة الحياة , مما يجعل الإنسان يصاب باليأس , فلا يهتم بصحته , مما يجلب
على نفسه الشيخوخة المبكرة .
*وسئل
رجل معمر تجاوز مائة وعشرون عاماً وما زال قوياً , كله حيوية ونشاط : ما سرّ شبابك
يا عجوز ؟
فقال :
سرّ قوتي في ثلاث : لا أحمل هماً لغدٍ , لا أحمل بغضاً لأحد , لا أحمل لنفسي نكداً
.
يقول
هنري وورد بيتشر : العمل لا يقتل البشر إنما القلق هو الذي يقتلهم , فالعمل صحي ,
والقلق صدأ يعتري المدية .
وإذن
لندع القلق فإنه لا يورث إلا الاكتئاب والتوتر والحزن .
*قال
المتنبي :
الحزن يقلقُ
والتجملُ يردعُ والدمع بينهما عصيُّ
طَيَّعُ
*وفي المثل الصيني يقال: إنك لا تستطيع أن تمنع
طيور الحزنِ من أن تحَلق فوق رأسك , ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك .
*وقال
قول بولندي : القلبُ المملوء حُزناً كالكأس الطافحة , يَصعبُ حمَلهُ .
الأربعاء 22/11/1432هـ
الحياة كفاح متصل
الحياة
بمجملها شاقة عسيرة , ولذا هي بحاجة لكفاح متصل , لعمل دائب , فالذين يعيشون هذه
الحياة الدنيا دون أهداف يعملون لتحقيقها , هم في الحقيقة كالأموات , فهؤلاء
اختاروا حياة البطالة , والراحة والكسل , فلا يعتقدون أن الحياة في أصله كفاح لأجل
أهداف من المفترض أن يكافح الإنسان من أجلها للوصول إليها ولو بعد حين من الزمن ,
فالذين يختاروا راحة الجسم أجزم بأنهم لا يختاروا راحة البطن , فهؤلاء كالأنعام
يأكلوا ويناموا ويتلذذوا بلذة الحياة والتي بطبيعتها قصيرة لا تدوم طويلاً .
لأنهم
بطبيعة الحال الذي يعيشونه لا يفضلون الكفاح الذي هو العمل دون ملل أو كلل , ولعلك
تراهم أصحاب كروش لا أصحاب عمل , محبب لديهم النوم والراحة , عن العمل الشاق ,
ومثل هؤلاء لا خير منهم يرجى لصنع عمل محمود , بل هم كشوك قد زرع في وسط مجتمع من
المجتمعات , فأصبحوا عالة عليهم .
قال
لي أحد الذين كافحوا في حياتهم , وكانوا من الذين عانوا الفقر والبؤس والشقاء ,
ولكنهم لم يستسلموا لها , لأن الحياة الدنيا هي في أصلها شقاء , فيولد رجالاً
يصنعون لأنفسهم نجاحاً غير مسبوق , قال :
كنت أعمل في شركة قبل أكثر من أربعون عاماً , وأتقاضى راتباً لا يتعدى تسعون
ريالاً , وكنت أسكن بإيجار قيمته سبعون ريالاً , ولا يتبقى معي سوى عشرون , فلا
يكفي لمعيشتي وأسرتي وطفلتي , بل لا يكفي لشراء حليباً لها , فقررت أن أزيد في دخلي في إيجاد عمل آخر , فلم
أجد بد من أن أصنع عربة من خشب وأضع عليها بضاعة وأسير بها في حي من تلك الأحياء
فأبيع ما عندي من البضاعة , وكانت البضاعة عبارة عن فواكه وخضار , وحين وقت صلاة
العشاء أعود إلى بيتي وقد فرغت تلك البضاعة , ومرت السنوات وأنا على ذلك الحال ,
ولعلها خمس أعوام , ثم قدمت استقالتي من تلك الشركة التي اعمل فيها , وبحثت عن عمل
آخر يدفع راتب أكثر , فوجدت شركة أخرى تدفع راتب لا بأس به , فأعمل في تلك الشركة
منذ الصباح الباكر وحتى العصر , ثم أعود إلى بيتي وأتناول طعام الغداء مع أسرتي
والتي أصبحت مكونة من أربع بنات وزوجتي , والراتب لا يغطي كل ما تحتاجه أسرتي ,
فأخذت أعمل على البيع من خلال تلك العربة , ولا أعود إلا في وقت العشاء , وأزداد
دخلي وأحببت طريقة البيع والشراء , وبدأ يراودني التفكير أن أستقيل من تلك الشركة
وأتفرغ للتجارة , ولكن لا أملك رأس مال , فبقيت في الشركة أكثر من خمس أعوام , حتى
وجدت عندي من المال ما يكفي لأن أستقيل وأعتمد على نفسي في التجارة فهي رائجة
وتزيد في الدخل أكثر , فاستقلت من الشركة وأخذت منها جميع حقوقي المالية , وبنيت
به سكناً لأسرتي والذي بلغ عدد أفرادها ثمانية , ومن ثم استطعت أن أفتح دكاناً
لأبيع فيه , والحمد الله الآن أصبحت سيد نفسي , وأعيش حياة هانئة مطمئنة .
قلت
: ومثل هذا الرجل رجال قليلون عاشوا حياة فقرٍ وبؤسٍ , ولكنهم لم يستسلموا لها ,
بل كافحوها بالعمل حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من حياة بها راحة بعد عناء , وغنى
بعد فقرٍ , وطمأنينة بعد هم , فمن المستطاع أن يغير المرء مسار حياته من حال إلى
حال ولكن بمجهود متصل لا توقف فيه , ومن سار إلى الدرب وصل , وبعد تضحية ومشقة
بمقدوره أن يغير ذلك , والحياة هذه لا تريحك حتى تأخذ منك , ومثل هذا عرفوا كيف
يشقون طريقهم الوعر والمليء بالوحل , بالصبر والعزيمة , دون يأس يداخلهم أو فتور
يثبطهم , ومثل هؤلاء يتبعون غداً مشرقاً , غداً كله هناء بعد عناء .
لم
يفقدوا حماسة الانطلاق نحو الحياة الشاقة , بل كانت نفوسهم مشتعلة بالأمل , بل قل إن شئت بالعمل دون غيره
. فحياة الفقر والبؤس ما هو إلا عامل يصنع منك أيها الإنسان الكفاح لحياة هنيئة .
*قال
ضياء الدين أبو الحب : إن الحياة معركة كبرى , لابد أن يخوضها الإنسان بعزم وتصميم
, وعليك أن تدخل المعركة مسلحاً بالشجاعة والثبات والصمود , لتنعم حقاً بالفوز
المبين.
*وفي
الحكة الهندية يقال : من رام النجاح والفلاح في هذا العالم فعليه أن يتغلب على
أسباب الفقر السبعة : النوم , التراخي , الخوف , الغضب , الكسل , المماطلة , إضاعة
الوقت .
*وقال
فهمي إبراهيم غطاس : إن الحياة ميدان شاق , شاق جداً , والنجاح في الحياة فن عسير
, له أسراره الخاصة التي لا يعرفها إلا القليلون .
*وقال
وليم بن : لا راحة بدون تعب , وعروش بدون مسؤوليات جسام , ولا حصاد بدون زرع , ولا
سبق دون مباراة , ولا لذة دون ألم , ولا نصر دون كفاح , ولا بد للشهد من إبر النحل
وهكذا الحياة .
*وقال عمر بن الخطاب رضي
الله عنه : لأن أموت أضرب في الأرض أبتغي من فضلِ الله ِ أحبُّ إليَّ من أن أقُتل
مجاهداً في سبيل الله ِ , لأن الله تعالى قدم الذين يضربون في الأرضِ يبتغون من
فضلهِ على المجاهدين .
*وقال أيضاً : تعلموا
المهنة فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم على مهنته .
*وقال أيضاً : من يأكل
ولا يعمل موتهُ خير من حياته , وعدمه خيرُ من وجوده .
*وقال علي بن أبي طالب
رضي الله عنه : من قصر في العمل ابتلي بالهم .
*وقال أيضاً بركة العمر
حُسن العمل .
*وقال أيضاً : الاكتساب
من الحلال جهاد , وإنفاقك إياهُ على عيالك وأقاربك صدقة , ولدرهم حلال من تجارةٍ
أفضل من عشرٍ من غيره .
*وقال معروف الرصافي :
ليس للمرء أن يعيش بلا كدُّ
وإن كان من عظام
الرَّجال
*وقال أبو
العتاهية :
ما أحسن الشغلَ في تدبير منفعةً
أهل الفراغ ذوو
خوضٍ وإرجافِ
*وقال
أحمد شوقي :
وما نيلُ المطالبِ بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غِلَاباً
*وقال فرانكلين : أعرق تنجح .
الاثنين 19/11/1432هـ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)